حول طيب
ولد طيب بن عبد الرحمان في عام 1981 في ضواحي باريس، ونشأ في عائلة تنحدر من تيارت، مدينة جزائرية معروفة بمرتفعاتها
العالية وتربية الخيول العربية الأصيلة. منذ طفولته، لفت طيب الانتباه بطاقته، شغفه بالرياضة، واهتمامه الملحوظ بالتقدم
التكنولوجي، مما رسم ملامح مستقبله في مجال الهندسة.
التعليم والتدريب
طيب بن عبد الرحمان هو نتاج حقيقي لميريتوقراطية الجمهورية، الذي، عندما كان المصعد الاجتماعي خارج الخدمة، أخذ الدرج الاحتياطي، مدفوعًا بعطش لا يشبع للتعلم. بعد حصوله على شهادة البكالوريا العلمية، تابع دراسة الDEUG في علوم وتكنولوجيا الهندسة بجامعة باريس الثالثة عشر، إلى جانب التدريب الجامعي من خلال التعليم المستمر في اللغة والحضارة الشرقية مع تخصص في المنطقة المتوسطية. مسلحًا بمعرفة تقنية وثقافية غنية، طور خبرته في الجيوسياسية والجيواقتصاد، بما في ذلك الاهتمام بتأثير الثقافات القبلية على السياسة في إفريقيا. كمؤيد للتعلم مدى الحياة، خضع طيب بن عبد الرحمان لعدة تدريبات مهنية وندوات في مجالات متنوعة مثل إدارة المشاريع، العلاقات الدولية، والدبلوماسية. لقد سمحت له هذه التدريبات الإضافية بتموقع خبرته على الصعيد الدولي.
الاستشارات الدولية
شجعته تجربته في عالم الأعمال على توسيع آفاقه نحو العلاقات الدولية والسياسة. مع معرفة واسعة بإفريقيا وشخصياتها الرمزية، أقام طيب شبكة تأثيرية عبر أوروبا وإفريقيا، مؤكدًا رؤيته لمستقبل حيث تعد التعاون والتطوير الإفريقي أمرًا بالغ الأهمية. أصبح نقطة اتصال متكررة للحكومات والمنظمات الدولية، خاصةً فيما يتعلق بالأزمة في ليبيا. منذ عام 2016، قاد عدة اجتماعات واستشارات باسم رئيس اللجنة العليا للاتحاد الإفريقي بشأن الأزمة الليبية، بالإضافة إلى العديد من الفاعلين الليبيين، مساهمًا بشكل كبير في مبادرات بناء السلام وإعادة الإعمار.
الالتزامات الخيرية والإنسانية
اسم طيب، الذي يعني اللطف بالعربية، يعكس جوهر مهمته: دعم الأقل حظًا. من خلال الشراكات مع مؤسسات دولية، يساهم في بناء المدارس والمساجد ودور الأيتام، محسنًا بذلك حياة العديد من المجتمعات عبر إفريقيا. في عام 2016، شارك في مشروع “ميثاق الفرصة الثانية” لمحافظة إيل دو فرانس، مكّن شركات كبرى مثل باريس سان جيرمان، BeIn Sport، Fayolle، وOrganidem من الانضمام. هذه المبادرة، التي تحشد السلطات العامة والأعمال التجارية، تستهدف الشباب في سن 16 إلى 25 عامًا الذين يواجهون صعوبات، بهدف تسهيل إدماجهم الاجتماعي والمهني. في عام 2019، ساعد في تجديد كنيسة ساربروك. كمدافع متحمس عن التراث الثقافي والتاريخي، ساهم بشكل كبير في تمويل التمويل لتجديد كنيسة ساربروك. إدراكًا لأهمية الحفاظ على جواهرنا المعمارية للأجيال القادمة، رأى طيب بن عبد الرحمان أنه من الضروري دعم هذا المشروع، مما يبرز التزامه المدني ورغبته في إحداث تأثير إيجابي على المجتمع. هذه المساهمة تعكس تعلقه العميق بالقيم الروحية، مساهمًا من خلال فعل التضامن في الحفاظ على أحد جواهر تاريخنا. في نفس السياق، أسس في عام 2021 مركز التفكير والحوار للتوافق بين الحضارات (CRDCC)، مؤسسة مكرسة لتعزيز الوئام والفهم بين الثقافات. تأسس هذا المركز بقناعة أن التفاهم المتبادل هو مفتاح السلام العالمي، ويهدف إلى اكتشاف، دراسة، وفهم الحضارات المختلفة التي شكلت وتستمر في التأثير على عالمنا.
الرحلة الروحية والتأمل
في قلب وجود طيب تكمن رحلة روحية عميقة، مدفوعة بتعاليم الصوفية التي ورثها عن أسلافه. لعبت هذه التقاليد، المتجذرة في الروحانية الشمال أفريقية، دورًا حاسمًا في تطويره الشخصي منذ طفولته. بين هذه التقاليد، تبرز الطريقة القادرية بشكل خاص لأساليب التأمل وفلسفة الحياة التي تهدف إلى الاستيقاظ الروحي، مما وضع الأساس لاستكشافه الداخلي. ومع ذلك، لا تقتصر رحلته الروحية على هذا فقط. مجذوبًا إلى مجموعة متنوعة من المعتقدات الروحية، استكشف طيب أيضًا تقاليد جنوب شرق آسيا، وهي منطقة تغمرها الروحانية. غمر نفسه في الفلسفات البوذية والهندوسية وتعرف على التأمل الجاوي. لقد سمحت له هذه الغوصة في ممارسات روحية متنوعة ليس فقط بتعميق معرفته بذاته وفهمه للعالم، ولكنها أيضًا قدمت له منظورًا فريدًا على كيفية الجمع بين النجاح المهني والبحث عن المعنى. بالنسبة لطيب، تمثل الروحانية أكثر من مجرد هروب؛ إنها تشكل التزامًا عميقًا تجاه العالم. من خلال دمج قيم الرحمة والصبر والتفهم في مسيرته المهنية، تمكن من إقامة توازن ثمين بين الطموحات والسكينة الداخلية. إن نجاحه في توفيق الإنجازات المهنية مع السعي الشخصي وراء المعنى يوضح عمق رحلته الروحية.
لقد أصبح تكامل الروحانية مع الحياة المهنية بالنسبة لطيب ليس فقط مسعى شخصي بل أيضًا مصدر إلهام للآخرين. يظهر طيب كيف يمكن للإنسان أن يعيش حياة متوازنة ومتناغمة، معتبرًا أن الإنجازات الخارجية والتطور الداخلي لا يجب أن يكونا في تنافس بل في تكامل. يؤمن بأن الروحانية يمكن أن تعزز القدرات الإبداعية والتفكير الإستراتيجي، مما يسمح للفرد بأن يكون أكثر انسجامًا مع ذاته ومع العالم من حوله.
من خلال مشاركته في مبادرات متنوعة ودوره كمستشار وداعم للعديد من المشاريع الخيرية والإنسانية، يسعى طيب إلى تطبيق هذه المبادئ في جميع جوانب حياته. إن رؤيته لعالم يسوده السلام والتفاهم المتبادل تتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية، داعيًا إلى بناء جسور التواصل بين الحضارات والثقافات المختلفة.
طيب بن عبد الرحمان، بمسيرته المتنوعة والغنية، يقدم نموذجًا للشخص الذي يجمع بين النجاح المهني والغنى الروحي. يذكرنا بأهمية البحث عن المعنى في كل ما نقوم به وأن الطموح والتطور الشخصي يمكن أن يسيرا جنبًا إلى جنب مع التزام عميق بالقيم الروحانية والإنسانية. في عالم سريع التغير ومليء بالتحديات، يبرز طيب كصوت للحكمة، مذكرًا بأن الطريق نحو التوازن والسلام الداخلي يمكن أن يكون أيضًا طريقًا نحو التأثير الإيجابي على العالم.